recent
أخبار ساخنة


هل الرسم القرآني اجتهادي أم توقيفي؟

 المراد بالرسم القرآني أوضاع وحروف القران في المصحف، ففي المصحف حروف كثيرة وقع رسمها على غير المعروف من قياس الخط، وجاءت مخالفه لأوضاع الخط وقوانينه احتاج العلماء إلى حصرها.

 بعد أن أدرك الخليفة الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة توحيد كلمة المسلمين في توحيد المصاحف، وبعد أن تعالت الهتافات بضرورة التدخل لتوحيد الصفوف وجمع الشمل في كتاب الله تعالى، عقد لجنة من خيرة الصحابة واثقات الحفاظ، وهم: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير و سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وضع لهم دستورا لا يحيدون عنه، مستعينا بالمصحف الموجود عند حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ، وأوصاهم بالرجوع إلى لغة قريش عند اختلافهم في حرف من الحروف.

 فكان هذا هو المصحف الإمام، الذي بعث به إلى الأمصار، وأمر الخليفة عثمان رضي الله عنه بدفن المصاحف في الفردية بين القبر والمنبر، و اخذ المصحف الإمام وجعله هو المصحف الرسمي، وأصبحت معرفة رسمه و كتابته وأداء قراءته تشكل علما خاصا من علوم القران.


أصحاب القول بالتوقيف

ظل  رسم المصحف بالطريقة الأولى محل جدال وحوار بين العلماء الأصوليين المحافظين الذين تشددوا في ضرورة إتباع من كان أكثر منهم علما واصدق قلب ولسان وأعظم أمانة،

و انه لا يحق للخلف أن يستدرك على السلف فلا يزيد في الخط شيئا ولا ينقص منه شيئا، وما كتب على غير القياس فأحكامه خفية، وقد تصدى لها العلماء لبيان إحكامها المعنوية او الروحية كما تصدى المؤلفون لإحصائها وبيانها في القران كما فعل الداني في المقنع و الشاطبي في العقيلة .


أصحاب القول بالاجتهاد

 و يقابل التيار الأصولي تيار آخر يدعى أن مسألة الكتابة مسألة اجتهادية تتحكم فيها المقاييس الإقليمية والاعتبارات الاجتماعية.

 يقول ابن خلدون رحمه الله تعالى:

 اعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم أي الصحابة ، إذا الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية ، والكمال في الصنائع هو  إضافي،  وليس بكمال مطلق،  إذ لا يعود نقصه علي الذات أو في الدين،  وإنما يعود إلى أسباب المعاش،  وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس.

الرأي الوسط

 وللتوفيق بين الرأيين نهج الناس نهج الوسط ، فحافظوا على رسم كتابة الصحابة رضوان الله عليهم،  واجتهدوا في التمييز بين الحروف المتشابهة بنقطها وضبطها وإدخال وسائل تعليمية جديدة تسهل إدراك حفظه وقراءته على الوجه المطلوب،  مثل الاتفاق الذي حصل في المغرب على الوقف و وضع المد بأنواعه  المختلفة.


 المغاربة والالتزام بالأصالة

   ولا اجتهد المشارقة في اتخاذ منهج معين في كتابة المصحف وما يجب إتباعه في رسم المصحف فقد نهج المغاربة نفس النهج الذي توارثوه عن السلف. 

ومن ذلك الحين ورسم المصحف يعتبر وتوقيف يحرم مخالفته،  يقول الشيخ محمد مكي ناصر : واتباع المصحف في هجاءه واجب،  والطاعة في هجائه كالطاعة في تلاوته،  كيف وقد تواطأ عليه إجماع الأمة،  حتى قالوا في جميع هجاء انه كان يحضره جبريل عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملى عليه زيد بن ثابت من تلقي جبريل عليه السلام .

جاء في كتاب الإبريز أن ابن المبارك سأل عبد العزيز الدباغ عن سبب عدم كتابه القران بالرسم القياسي فقال:   للكلام القديم أسرار،  ولكتابته دخل في تلك الأسرار ، فمن كتبه بالكتابة التوقيفية فقد أداه بجميع أسراره ، ومن كتبه بالكتابة القياسية فقد نقص من أسراره ، ويكون الذي كتبه كلمات من تلقاء نفسه لا الكلمات القرآنية المنزلة.

 وللمغاربة احترام إلى مقام الصحابة والتابعين والعلماء المجتهدون التزموا بالرسم التوقيفي للقران الكريم  على الرغم من تحليلات المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون فقد صار المغاربة على نهج السلف الصالح الذي يقول بالوسطية من اجل تسهيل حفظ كتاب الله وتعليمه ونشر ونشره بين الفئات العريضة للناس المسلمة وأبنائهم منذ الفتح الإسلامي إلى الآن.


شاهد الفيديو الحزب الاول برواية ورش قراءة سريعة للمراجعة والتكرار




 

author-img
ذواتا أفنان لحفظ القرآن

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent