أحكام التجويد كاملة
أحكام الاستعاذة والبسملة
الاستعاذة معنى الاستعاذة: الاعتصام بالله واللجوء إليه، وقد قال الله -عزَّ وجلّ- في كتابه العزيز: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)،[١]
وقد أمر الله بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وهي أدب من آداب التلاوة يُستحبّ البدء بها، ويأتي موقعها قبل الشروع بالقراءة، فيُفتتح بها قراءة القرآن بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".[٢]
البسملة
معنى البسملة قول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهذا اللفظ -أي البسملة- هو اختصار لها، وهي مشروعة للفصل بين السور، وهي عند الكثير من العلماء واجبة دون سورة براءة والأنفال، فلا يُفصل بينهما بالبسملة.[٣]
أحكام النون الساكنة والتنوين
هناك أربع أحكام ينبغي مراعاتها عند التقاء النون الساكنة أو التنوين مع الأحرف الهجائية الأخرى،[٤] وفيما يأتي بيان هذه الأحكام:
الإظهار
يُعرّف الإظهار لغةً بأنَه البيان، والمقصود بهِ اصطلاحاً هو إظهار النون الساكنة أو التنوين عند أحد حروف الحلق التي تأتي بعد النون الساكنة أو التنوين، وهي مجموعة في أوائل حروف كلمات: "أخي هاك علما حازه غير خاسر"، وقد تلتقي النون الساكنة مع أحد أحرف الإظهار في نفس الكلمة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).[٥][٦] حيث التقت النون الساكنة مع الهمزة في المثال الأول في كلمة: "ينأون"،
وقد تلتقي النون الساكنة بأحد أحرف الإظهار في كلمتين منفصلتين، كما ورد في قول الله -تعالى-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا)،[٧] حيث التقت النون الساكنة بالهمزة في: "مَنْ آمَنَ".[٦] أمَّا التنوين فلا يلتقي بأحرف الإظهار إلاّ في كلمتين منفصلتين، كما ورد في قول الله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)[٨] حيث التقى التنوين بالهمزة في: "كُلٌّ آمَنَ".[٦]
الإدغام
يُعرّف الإدغام لغةً على أنَّه إدخال الشيء في الشيء، أمّا اصطلاحاً فهو إدخال حرف ساكن بآخر متحرِّك، بحيث يصبحان حرفاً واحداً مشدَّداً، والمقصود به هنا أن يتمَّ إدخال حرف النون الساكن أو التنوين في أحد حروف الإدغام التي تأتي بعده، وهي: "الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون"، والمجموعة في كلمة: "يرملون"، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الإدغام ينقسم إلى إدغامٍ بغنّة، وإدغامٍ بغير غنّة.[٩]
والغنة صوتٌ رخيم يخرج من الأنف،
أمّا أحرف الإدغام بغنة فهي أربعة مجموعة في كلمة: "ينمو"، فإذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الأحرف وجب إدغامها بغنّة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا)،[١٠] حيث التقت النون الساكنة بحرف الياء في: "مَن يَعمَل".
أمّا الإدغام بغير غنّة فأحرفه: "الراء، واللام"، فإذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذين الحرفين وجب إدغامها بغير غنّة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا)،[١١] حيث التقت النون الساكنة مع حرف اللام في: "مِن لَدُنهُ".[١٢]
الإقلاب
يُعرّف الإقلاب لغةً على أنَّه تحويل الشيء عن وجهته، أمّا اصطلاحاً فهو إبدال حرف مكان حرفٍ آخر مع مراعاة الغنةّ في الحرف الأول، ويأتي الإقلاب عند التقاء النون الساكنة أو التنوين بحرف الإقلاب وهو حرف الباء، حيث تُقلب النون أو التنوين وتُلفظ ميماً. كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)،[١٣] حيث التقت النون الساكنة بالباء في كلمة: (أَنبَتْنَا)، والتقى التنوين مع الباء في: "زَوْجٍ بَهِيجٍ".[١٤]
الإخفاء
يُعرّف الإخفاء لغةً بالستر، أمّا اصطلاحاً فهو إخفاء النون الساكنة أو التنوين مع غنّة بدرجةٍ أدنى من الإدغام عند مجيىء أحد حروف الإخفاء بعدها، وحروف الإخفاء هي باقي حروف اللغة العربية باستثناء أحرف الإظهار وأحرف الإدغام والإقلاب.[١٥]
وهي مجموعة في أوئل أحرف كلمات البيت القائل: "صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما، دم طيباً، زد في تقى، ضع ظالماً"، فيجب إخفاء النون الساكنة أو التنوين إذا التقت مع أحد أحرف الإخفاء، ويأتي في كلمة كقوله -تعالى-: (الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ)،[١٦] وقد يأتي في كلمتين كما في قول الله -تعالى-(رِيحاً صَرصَراً).[١٧][١٥]
أحكام الميم والنون المشددتين
تجب الغُنَّة في الميم والنون المشدّدتين بمقدار حركتين، والحركة تعني المدَّة الزمنية اللازمة لقبض الأصبع أوبسطه، ويُطلق على كلّ منهما حرفٌ أغَنّ، أو حرف غنّة مثل كلمة: (هَمَّازٍ).[١٨]
أحكام الميم الساكنة
تُعرَّف الميم الساكنة بأنّها الميم التي لا حركة لها، والواقعة بعد حروف الهجاء ما عدا حروف المدّ، وهناك ثلاثة أحكام للميم الساكنة عند التقائها مع باقي الأحرف، ويمكن بيان هذه الأحكام فيما يأتي:[١٩]
الإخفاء الشفوي حيث يجب إخفاء الميم الساكنة عند التقائها بحرف الباء فقط، كما في قول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ)،[٢٠]
ويُطلق على هذا الحكم الإخفاء الشفوي لأنَّ الميم والباء يخرجان من الشفتين.[٢١]
الإدغام الشفوي هو أن تأتي ميم ساكنة في آخر الكلمة وبعدها ميم متحركة، فتُدغم الميم الأولى بالثانية فتصبحان ميماً واحدة مشدَّدة مع الغنّة، كقوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)،[٢٢] ويسمَّى أيضاً بإدغام المتماثلين.[٢٣]
الإظهار الشفوي حيث يجب إظهار الميم الساكنة عند التقائها بباقي الأحرف بدون غنّة باستثناء حرفي الإدغام والإخفاء، وهما الميم والباء، كما في قول الله -تعالى-: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[٢٤][٢٥]
أحكام الإدغام إدغام المتماثلين هو أن يأتي حرفان متماثلان مخرجاً وصِفة، فيدغم حرفٌ بحرفٍ مثله، بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً، ومثاله في قوله -تعالى-: (اذهب بكتابي هذا).[٢٦][٢٧]
أحكام اللام الساكنة
وتقع في خمسة مواطن:[٣٠]
أحكام اللام (أل) الداخلة على الأسماء النكرة لتعريفها وتقع قبل أحرف الهجاء ماعدا أحرف المد الثلاثة الساكنة،
ولها حكمان: الإظهار والإدغام، والإظهار يأتي إذا وقع بعدها أحد الأحرف الأربعة عشر في جملة "ابغ حجك وخف عقيمه"، مثل كلمة " بالبرِّ"،
أمّا الإدغام فهو أن يأتي بعدها أحد الأحرف الأربعة عشر الأخرى.
أحكام لام الفعل
هي اللام التي تأتي في الفعل، سواءً أكان هذا الفعل ماضياً أم مضارعاً أم أمراً، وسواء أكانت متوسطة أم متطرفة، ولها حكمي الإظهار والإدغام،
أمّا الإظهار أن يقع بعد اللام أي حرف باسثناء اللام والراء، مثال: (أَنْزَلْناهُ)، أمّا الإدغام هو أن يأتي بعد اللام إمّا راء أو لام، مثال: (قُلْ رَبِّ). أحكام لام الأسم هي اللام التي تكون أصلية في الاسم وليست مدخلة عليه، وتأتي مُظهرة دائماً مثل: (الْقَمَرِ). أحكام لام الحرف وهي اللام التي تكون جزءاً أصيلاً من بنية الحرف،
وتوجد في القرآن الكريم في حرفين لا ثالث لهما هما: (هل، بل)، ولها حكمان الإظهار والإدغام، والإدغام أن يأتي بعد اللام أحد الحرفين الراء أو اللام، مثل: (بَلْ رَفَعَ)،
أما الإظهار فهو أن يأتي بعد اللام أي من باقي حروف اللغة العربية، مثل: (هَلْ يَسْتَوِي). أحكام لام الأمر وهي لام زائدة على بنية الكلمة، وموقعها قبل الفعل المضارع، وحكمها الدائم هو الإظهار، مثل: (لْيَقْضُوا).
أحكام التفخيم والترقيق
تقسم الحروف في علم التجويد إلى أحرف مفخمة دائماً وأخرى مرقَّقة، والنوع الثالث يأتي فيه كِلا الأمرين، والتفصيل فيما يأتي:[٣١]
أحرف مفخمة دائماً وهي تُسمّى أحرف الإستعلاء وهي في جملة (خص ضغط قظ) كما في حرف الخاء من كلمة: (يَخْشَى).
أحرف مرققة دائماً وتُسمّى أحرف الاستفال، وهي جميع الحروف ما عدا الراء واللام والألف، كما في حرفي التاء والنون من كلمة: (تَنزِيلا).
أحرف مفخمة تارةً ومرقَّقة تارةً أُخرى وهي الألف: إذا جاءت بعد حرف من أحرف الاستعلاء فتُفخم، مثل الطَّامَّةُ، الصَّاخَّةُ، وإلّا فإنَّها ترقَّق.
اللام: وهي مرقّقة دائماً ما عدا اللام الموجود في لفظ الجلالة، فإنّها تُفخَّم إذا سُبقت بضم أو فتح، وتُرقَّق إذا سبقها كسر عارض أو أصلي.
الراء: وتُفخَّم إذا كانت مفتوحة أو مضمومة دون النظر لموقعها، مثل: (رَؤُفٌ، تَذَكَّرُ)، ويُلحق بها الراء الساكنة المسبوقة بمفتوح أو مضموم أو كسر عارض، مثل: (أَمِ ارْتابُوا)،[٣٢]وإن كانت ساكنة وبعدها بنفس الكلمة حرف استعلاء فإنها تُفخَّم أيضاً: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)،[٣٣]
وتُرقَّق إن كانت مكسورة سواءً في أول أو وسط أو آخر الكلمة: (قَرِيبٌ، الْفَجْرِ)، أو إذا سُبقت بكسرٍ أصلي: (الْفِرْدَوْسِ).