"كيف تستغل أوقاتك الجانبية لحفظ القرآن وتحقيق إنجازات كبيرة"
هل تشعر في كثير من الأحيان أن الوقت يمر دون أن تحقق شيئاً؟ أو أن لديك الكثير من الأهداف ولكن لا تجد الوقت الكافي للعمل عليها؟ اليوم، سأشارك معكم واحدة من أهم الاستراتيجيات التي قد تغيّر حياتك. سنتعلم كيف نستغل الأوقات الجانبية الصغيرة في حياتنا لتحقيق إنجازات كبيرة مثل حفظ القرآن ومراجعته."
"استغلال الأوقات الجانبية بذكاء")
أهمية الأوقات الجانبية
"كثير من الناس يعتقدون أن الإنجاز مرتبط بتوفر الوقت الكبير. وهذا خطأ شائع. هناك أوقات جانبية كثيرة في حياتنا اليومية تُهدر دون أن نلاحظ. هذه الأوقات موجودة في المواصلات، عند انتظار دورك في المشفى، في الحلاق، قبيل وبعد العمل، أو حتى أثناء المشي. كل هذه اللحظات يمكن أن تكون مفتاحاً لتحقيق أشياء عظيمة إذا أحسنا استغلالها."
"تخيل معي، قرأتُ عن رجل تمكن من حفظ القرآن كاملاً فقط من خلال استماع الأشرطة أثناء قيادته للسيارة، لأنه كان يعمل سائقاً. معظم حياته قضاها داخل السيارة، ولكنه لم يترك هذه الساعات تضيع. كان يستمع للقرآن باستمرار حتى أتم حفظه بالكامل. الأمر هنا ليس مرتبطاً بوجود وقت فراغ، بل بكيفية استغلاله."
استغلال اللحظات الصغيرة
"قد تتساءل الآن: كيف يمكنني استغلال هذه الأوقات الجانبية بشكل فعال؟ الحل بسيط. لا تخرج من بيتك دون أن تكون مستعداً. احمل معك مصحفاً أو تأكد أن هاتفك مزود بتطبيق للقرآن الكريم. لا تنسَ سماعة الأذن! قد لا تجد وقتاً كافياً للقراءة، ولكن يمكنك الاستماع. إذا لم تتمكن من القراءة أو الاستماع، فراجع القرآن من ذاكرتك."
"الأمر يتعلق بتحديد الأولويات. إذا كنت عازماً على استغلال هذه اللحظات، ستجد نفسك تحقق تقدماً كبيراً مع مرور الوقت. كم مرة قضيت وقتاً طويلاً في المواصلات أو انتظار شخص ما دون أن تفعل شيئاً؟ الآن، تستطيع تحويل تلك اللحظات إلى إنجازات."
"التطبيقات التي تساعدك على الحفظ والمراجعة")
"هناك أدوات مذهلة يمكن أن تساعدك على تحسين عملية الحفظ والمراجعة. من أهم هذه الأدوات تطبيقات متوفرة على هاتفك المحمول. سأحدثكم عن تطبيقين رائعين:
الأول هو تطبيق "اختبار حفظ القرآن". هذا التطبيق يختبرك في كل ما حفظته من القرآن ويعطيك نسبة مئوية لمدى إتقانك. يمكنك الاختبار في الآيات أو السور أو الأجزاء التي حفظتها، وهذا سيعطيك فكرة واضحة عن مدى قوة حفظك.
التطبيق الثاني هو "تمكين"، وهو يعمل بطريقة مختلفة، حيث يقدم لك تحديات واختبارات لمراجعة القرآن بطريقة ممتعة ومفيدة. هذا التطبيق مفيد جداً لمن يريد التفاعل مع الحفظ بأسلوب جديد."
"هذا النوع من التطبيقات لا يساعد فقط في المراجعة، بل يزيد من الحماس والدافع للمواصلة. يمكنك استخدامها في أي وقت، سواء كنت في المواصلات أو خلال وقت فراغك."
رابط التطبيقات التي سوف تساعدك
https://play.google.com/store/apps/developer?id=abdellah+mhimdi
أهمية كثرة الاختبارات
من النصائح المهمة أيضاً هي كثرة الاختبارات. طلب المساعدة من المحيطين بك لاختبارك في حفظك هو أمر أساسي. كلما كثرت الاختبارات، زاد مستوى ثقتك في حفظك وتأكدت من إتقانك. لا تتردد في أن تطلب من أصدقائك أو أفراد عائلتك أن يختبروك في الآيات أو السور التي حفظتها.
وإذا لم تجد من يختبرك، لا مشكلة! تلك التطبيقات التي ذكرتها لك يمكن أن تكون بديلاً ممتازاً لاختبار نفسك."
"هذا النوع من التحفيز يجعلك أكثر التزاماً ويعطيك دافعاً للاستمرار."
تحذيرات خلال عملية الحفظ
"هناك نصيحة مهمة جداً يجب أن تتذكرها دائماً: لا تحفظ القرآن وأنت في سفر أو خلال ركوبك وسائل المواصلات مهما كانت مريحة. لماذا؟ لأن الحفظ يحتاج إلى تركيز تام وبيئة مستقرة، وهذا لن يتحقق إذا كنت في حركة مستمرة. الحفظ يحتاج إلى جلسة هادئة ومكان مناسب. ولكن، يمكنك المراجعة في هذه الظروف. المراجعة لا تتطلب نفس التركيز الذي يحتاجه الحفظ."
"فإذا وجدت نفسك في مثل هذه الظروف، لا تحاول الحفظ. بدلاً من ذلك، قم بمراجعة ما سبق وحفظته. هذا سيحافظ على ثبات الحفظ ويجعلك تتذكر بسهولة ما حفظته من قبل."
الخاتمة:
"في النهاية، كل ما تحتاجه هو إرادة قوية واستعداد لاستغلال كل لحظة في حياتك. لا تنتظر الظروف المثالية، لأنها قد لا تأتي أبداً. اغتنم الأوقات الجانبية الصغيرة، وسترى كم يمكن لهذه اللحظات أن تغيّر حياتك.